هذه المرة مقالتي ليست مجرد وجهة نظر ، بل محاولة لعرض حقائق مسندة.
الحقيقة الاولى
هي كالتالي كما وردت في محطة البي بي سي العربية ، مع فيديو يرافق الرابط اسفل هذه السطور ، و من المهم جدا مشاهدته لإدراك خطورة ما اقدمنا عليه في اعطاء معلومات حقيقية عن انفسنا من خلال الاشتراك في الموقع المخابراتي الفيسبوك ، من غير ان نعلم كيف سيتم توجيهها كأسلحة ضد وجودنا الكوني مستقبلا:
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2013/03/130312_facebook_likes.shtml
نص تقرير البي بي سي:
"أشارت دراسة إلى أنه من الممكن استنباط التوجهات السياسية ومستوى الذكاء، بل حتى الميول الجنسية، من خلال خاصية التفضيلات الافتراضية "Like" على موقع فيسبوك الاجتماعي على شبكة الانترنت.
واستخدم باحثون من جامعة كامبريدج عمليات حسابية لاستنباط التوجهات السياسية والدينية والعرقية والميول الجنسية للمستخدمين.
وقال الباحثون إن هذا البحث الذي نشر في دورية "بي ان ايه اس" يرسم صورة دقيقة للشخصية وبدرجة مذهلة.
وأفاد نشطاء في الدفاع عن الخصوصية بأن هذه النتائج ينبغي أن "تدق جرس إنذار" لمستخدمي فيسبوك.
وشارك في الدراسة 58 ألف متطوع. وقدم المشاركون من خلال تفضيلاتهم على فيسبوك والمعلومات الخاصة بتوزيعهم الجغرافي نتائج اختبارات للقياس النفسي تبرز سماتهم الشخصية.
وتم عمل إحصاء بالحلول الحسابية للمعلومات الواردة في خاصية التفضيلات على فيسبوك ومقارنتها بالمعلومات الواردة من اختبارات الشخصية.
باحثون: يمكن من خلال تفضيلات فيسبوك التنبؤ بالدين والعرق والتوجهات السياسية والميول الجنسية للمستخدمين.
وأثبتت هذه الحلول الحسابية نسبة دقة بلغت 88 في المئة في تحديد الميول الجنسية للذكور، و95 في المئة لتمييز الأمريكيين من أصول أفريقية عن الأمريكيين من منطقة القوقاز و 85 في المئة لتمييز الجمهوريين عن الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
وتم تمييز المسلمين عن المسيحيين بنسبة 82 في المئة، وبلغت نسبة دقة التنبؤ بالحالة الاجتماعية وتناول العقاقير ما بين 65 و 73 في المئة.
ومن خلال الإحصاءات الحسابية تم تجميع كميات هائلة من المعلومات من خلال خاصية التفضيلات على فيسبوك مثل الموسيقى والعروض التلفزيونية للتعرف على السمات الشخصية.
وقال الباحث الذي شارك في إعداد الدراسة ديفيد ستيلويل "(الشغف بـ) المقليات المجعدة ارتبط بالذكاء العالي، والأشخاص الذين يحبون (فيلم) دارك نايت هو على الأرجح ليس لهم صداقات كبيرة على فيسبوك".
الخصوصية
وتصب هذه الدراسة في صالح شركات الإعلام الاجتماعي التي تحرص على تحقيق المزيد من المكاسب المادية من العملاء من خلال التسويق الذي يعتمد على السمات الشخصية.
لكن الباحثين حذروا من أن المعلومات الشخصية الرقمية التي يؤسسها المستخدمون تهدد أيضا الخصوصية.
ومن جانبه يقول ستيلويل إن "(خاصية) التفضيلات الافتراضية على فيسبوك متاحة للجميع بصورة آلية، لكن لا تجبرك فيسبوك على الإعلان عنها، فلديك اختيار تغيير إعدادات الخصوصية"".
الحقيقة الثانية
تتجلى بوضوح في مجموعة اسئلة يومية تطرح بالحاح من قبل الفيسبوك ، و دون توقف ، و هذه نماذج منها:
لم انت مهتم بهذا الجروب ؟؟، و ما هي اهدافه؟؟ ، و ماذا يمثل؟؟ ، هل يمثل جهة سياسية معينة؟ ، تجمع ديني؟ ، تجمع متطرف؟ ، محتوى جنسي؟ ، و اسئلة واسعة المدى اصبحت تفصح عن غاياتها يوما بعد آخر ، و لم يعد يعنيها الاختباء بعد نجاح و تفشي الربيع العربي و خلق (جمهوريات الفوضى)= المتنفس الوحيد لأزمات رأسمال الشركات عابرة القارات و التي تعود ملكيتها لبضع اشخاص فقط يتلاعبون بمصير البشرية كلها.
نحن الشعوب العربية المختنقة تحت مختلف انواع الضغوط ، تم فتح نوافذ ، بل ابواب كبيرة خاصة بنا ، تتيح لنا التعبير عن مكنوناتنا و رغباتنا و افكارنا ، و كل ما يمثل بالنسبة لنا فرصة ذهبية لنقول ها نحن هنا ايها العالم المجهول المتجاهل لنا ، معبرين بإفصاح و دون ابطاء و بدقة متناهية عمن نكون ، الكارثة انها ليست ذهبية لنا فحسب بل لكل اجهزة المخابرات التي تشتري قاعدة البيانات الفيسبوكية لأي غرض تدفع لاجله الاموال الطائلة ، و لسنا نحن فقط من فوجيء بإن البيانات الخاصة جدا لها متسع في هذا الكون لتحفظ ، و تحلل ، و تتدقق باكواد تحدد حتى احداثيات تواجد الفرد و تنقلاته من مكان الى اخر ، فالهاتف المحمول نفسه يظهر تفاعل اي مشترك ، و ان كان المرء على سفر ، و لا يمكن تفادي تحديد الموقع الجغرافي ، بل حتى الانسان في الغرب ، و هو اشد حرصا من الانسان الشرقي على اخفاء كل ما يخصه الذي قد يتم الكشف عنه بسهولة وصولا الى بطاقة الائتمان و رقم الهاتف اضافة الى ميوله الجنسية ورغباته الخاصة التي عادة ما يتم الكشف عنها في الدردشة بالصوت و الصورة.
اما خدعة خيارات الخصوصية في الفيسبوك و حماية الاسرة فهي المطب للكشف عن تفاصيل اسرار كل شخص و ميوله ، حين يبلغ اي منتم لهذه القرية التابعة لسلطة مارك المخابراتية عن وجود محتوى جنسي او ديني او طائفي او حزبي او سياسي ، فهو انما يشهر هويته و انتماءه العرقي و الديني و السياسي و الحزبي ، و مدى حرمانه الجنسي او شذوذه ، ببساطة كل ما يخفيه ، و يرجو ان يظل طي الكتمان.
اي نوع من الانتصارات الذي حققه مارك ليصبح كل انسان مجرد اكواد خوارزمية ، مجموعة اصفار مع الرقم واحد؟؟؟.
الغريب ان حملة التبليغ عن سلسلة صفحات الدعارة العراقية المتاجرة بصور العري لنساء و لبنات ممن لازلن في سن الثانية عشر مع ارقام هواتفهن و التي قمت بها بالتعاون مع مجموعة اصدقاء ، لم تؤثر في نشاط هذه الصفحات ، و لم تعرقله ، في الوقت الذي تتعرض فيه الصفحات المعتمدة نشر الوعي المعرفي ، و نقل صورة الواقع الحضاري غربا لمن يجهلونه ، و حثهم على بلوغ ما بلغه غيرهم ، مثل صفحتي ، الى الحظر التام ، او حظر بعض الخدمات ، او الحجب عن الظهور لدى الاصدقاء و المشتركين ، و لا تتوانى ادارة الفيسبوك في اخفاء منشور كامل لأنه لا يوافق اهواء السياسة الامريكية و الاسرائلية.
هناك صفحات تغلق او تحجب فقط لوجود لوحات فنية تعري الجسد الذكري او الانثوي ، في الوقت الذي يتاح لصفحات الاتجار بالنساء و القاصرات كل امكانيات الانتشار ، و اخص منها الجزء العربي من الفيسبوك ، اذ لا تمارس الحكومات العربية اية سلطة لمنع ظهور المواقع الاباحية ، لأنها مهتمة بشكل خاص بعرقلة الصفحات التي تمس العروش المستبدة و لو بشكل غير مباشر من خلال خطابها المعرفي لا الثوري الموجه.
لم يعد لوجود جنود الفيسبوك الحاملين لأجندات مختلفة و العاملين لصالح عشرات الجهات دورهم الكبير في إثارة النقاشات الحادة و التي تكشف بما لا يقبل الشك عن طبيعة التكوين النفسي و الثقافي للمتجادلين ، فقد اصبح اغلب المشتركين يتحاشونهم و يدركون ان عزفهم بايقاعات مختلفة له اغراضه المكشوفة ، و لم يعد هناك من يرغب في منح اسرائيل و امريكا الكثير من المعلومات لمخططاتهما المستقبلية.
لعل الجميع شاهد هذا الفيديو ، و بغض النظر عن الخطاب السلفي في نهايته المقحم دون توافق مع البرنامج الروسي منقولا عن الامريكي في لقائه مع مارك مؤسس الفيسبوك ، لكني سأترك رابطه للاطلاع على الطريقة التي قاد فيها الراعي "امريكا" بعصاه "الفيسبوكية" قطعان "العرب" الخانعة تحت سلطان الطواغيت:
http://www.youtube.com/watch?v=GAWt8Nula9o